المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2018

كيف استعيد مدينتي؟

صورة
كل شيء في هذه المدينة يبعث على القلق، كل شيء فيها مخيف ومرعب، شوارعها مظلمة ومكفهرة حتى مع سطوع ضوء شمسها اللاهب في وضح النهار، مبانيها تبعث في النفس سُقماً، تصاميمها غريبة لا تتلائم مع طبيعة تكوينها المعماري وتأريخها الضارب في القدم...أما وجوه ساكنيها فأغلبها تُخفي بؤساً وألماً شديدين؛ تفقد معهما كل إحساس بقيمة وإشراقة صباحها، فما هو إلا تكرار لما سبقه؟ لذا شيئاً فشيئاً بدء يقل ارتباطي بهذه المدينة، وما بقي غير الذاكرة ملهمةً تعينني على ا لاستمرار بتقبل واقعها. والعزلة سلوى. والكتاب منفذ. ربما أستعيد بهم صورة من صور بصرياثا المبهجة. العزلة ليس كما نتصورها بالانكفاء وترك التواصل مع الآخرين والمحيط؛ "بل عزلة الحوار مع الذات، أو مع قرين يشبهك، او حوار مع كتاب"، فهي -العزلة- كما يصفها فوزي كريم "وسيطي، حين أخرج للتجوال في هذه المدينة، في تأمل الأجناس البشرية، تأمل الأعمار، والهيئات، والوجوه، والأصوات" أو كما يصفها أحمد سعداوي "بالعزلة المنتجة" التي تخلص المرء من جو التهريج والصخب الانفعالي "عزلة تستعيد فيها ذاتك. وتختلي مع نفسك وتطل على الآخ...