الهامش (المكان), وقضايانا الكبرى
يقول فنسنت فان كوخ في إحدى رسائله إلى أخيه ثيو: "التفاصيل الصغيرة في هذا المكان مكلفة أكثر من الأشياء الكبيرة الواضحة، لأنها أشياء عملية وعليها ترتكز الكثير من الأمور" في حدود عالمنا الذي نعيشه "عالمنا العراقي" دائماً ما كانت تشغلنا "القضايا الكبرى" على اختلاف مرجعياتها، أبرزها قضايا (الدين والوطن) لذلك تجد معظم نتاجاتنا الادبية والفكرية تدور بهذا المساحة وتتخذ منها مادة أساسية للكتابة مادة الدين ، والسياسة، وقضايا الوطن ، ناهيك عن أحاديثنا العامة والخاصة. فلم تدع لنا هذه القضايا فرصة الإلتفات إلى التفاصيل الصغيرة "القضايا الهامشية" مع أن أغلبها قضايا مصيرية "وترتكز عليها الكثير من الامور" المهمة التي تشكل جزءً كبيراً من عالمنا وحياتنا. وتضفي عليهما نوعاً من الزينة والكمال... وعلى ذكر "القضايا الهامشية" أتذكر فيلم "PATERSON" الذي تدور أحداثه حول حياة شاعر وزوجته يعيشان حياة رتيبة جداً تشغلهما تفاصيل صغيرة يستغلونها في صنع عالمهم، فمثلاً الزوجة تشغل يومها في صناعة الكيك أو الرسم على ستائر الشباب...