المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2017

عربة طفلي والرصيف

صورة
ما يلفت الإنتباه ويثير الدهشة في عالم يتسم بسمات  (ما بعد حداثية) بأسلوب وطريقة معيشته وإدارته، أن نشهد ونعيش ظاهرة غياب الرصيف من الشارع ، في مدننا المختلفة ومن الملاحظ أنها ظاهرة تعاني منها أغلب البلدان العربية ... الرصيف حاجة ضرورية وحق من حقوق المواطنة والعيش في أي بلد وغيابه أو التجاوز عليه يعني انتهاك لهذه الحاجة وهذا الحق! شخصياً من عشاق المشي كوسيلة للتنقل، ولا أفضل ركوب السيارة إلا للمسافات الطويلة جداً، ومنذ كان عمري تقريباً 10 سنوات دائماً ما كنت أذهب إلى سوق البصرة القديمة أو إلى العشار، من البيت مشياً، وكانت مدة المسافة تستغرق تقريباً ساعة أو أكثر، وبقيت مواضباً على هذا النشاط حتى أيام الدراسة الجامعية، ومن محاسن الصدف أن الجامعة كانت لا تبعد كثيراً عن بيتنا، فأستثمر إنتهاء محاضراتي قبل محاضرات اصدقائي -الذين لا يحبون المشي ودائماً ما يعارضوني في الذهاب مشياً إلى الجامعة، بحجة التأخر عن المحاضرات، فكنت دائماً ما أرضخ لخياراتهم والذهاب بواسطة التكسي- لأعود مشياً إلى البيت. ولهذا كان أحب الأوقات وأفضلها عندي للمارسة نشاط المشي، فصل الشتاء حيث الشمس الدافئة والهو...

فتوة الناس الغلابة

صورة
يقال " ليس هيّناً أن تتجاوز ذاكرة شخص ما، صورة المكان الذي ولد وعاش فيه. محاولةً الاحتفاظ بصورة ذلك المكان القديم دائماً مهما طرأ عليه من تغيير ودمار ..." جدير بالإشارة أن واحدة من أسباب تغير ودمار الأماكن ومحوها هي الحروب وآثارها، وليس غريباً على بلد مثل العراق والذي ما أنفك يوماً عن خوض الحروب واختلاقها أن تُدمر أمكنته لتُمحى وتتشكل أماكن جديدة بتفاصيل قد لا تنسجم مع واقعه وبيئته. تشكلها الأموال والجهل وفقدان الذائقة الجمالية، وما يترتب عن ذلك من تحولات تطرأ على المجتمع وتنعكس على شخصية المدينة وعمارتها بالتحديد. قبل أيام شاهدت فيلماً مصرياً من تأليف واخراج نيازي مصطفى بعنوان (فتوة الناس الغلابة) يمثل الفنان فريد شوقي دور الكتبي العم كمال صاحب مكتبة لبيع الكتب والمجلات القديمة، يضطر للدخول في مواجهة مع سيد مالك المحل والذي يشتغل جزاراً في نفس المنطقة، لأنه يسعى لإخراجه من المكتبة وتحويلها محل لبيع الملابس. الغريب والملفت أن العم كمال يخسر المواجهة لأن القانون والدولة تقف مع سيد ضده غير مقدرين ولا مهتمين لضرورة وجود المكتبة والكتب وارتباطها الأثري بهذا المكان. فمن جهة ج...