المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2020

العنصرية بصيغتها العراقية!

صورة
في صفحة من صفحات الفيسبوك، شاهدت فيديو قديم لمسؤول رفيع في الدولة العراقية أثناء جولته الميدانية للاطلاع على سير العمل بأحد المشاريع الخدمية المتلكئة. وبأسلوب الشقاوات والعنتريات التي ورثها المسؤول عن سابقيه في الحكومات العراقية، والبعيد كل البعد عن السياقات اللي من المفروض أن تتبعها الدولة على يد مسؤوليها ضد كل مقصر في عمله، راح يوبخ ويسيء إلى المشرف على عمل المشروع. وحتى يثبت هذا المسؤول للمشرف أنه ذكي وما تنطلي عليه الألاعيب أطلق جملة "شنو شايفني هندي" وهذه الجملة يرددها أغلب العراقيين، ليثبتوا للمقابل مدى ذكائهم وتفوقهم. هذي الجملة المملؤة عنصرية واستهانة، يحاول من خلالها العراقي يثبت تفوقه وذكائه وأفضليته على من هو غير عربي.  وبغض النظر عمن أشاع وروج لهذه الفكرة، لكن بمقارنتها مع الواقع راح تشوف حال الهندي والمراحل اللي قطعها بالتقدم والتطور في الحياة وحال العراقي وواقعه المرير واللي يزداد سوء يوم عن يوم! أثناء ترديد المسؤول لهذه الجملة، مباشرة تذكرت رجل هندي أسمه (زين العابدين عبدالكلام) رَئِيس الهند من ٢٠٠٢ إلى ٢٠٠٧ من خلال قراءة سيرته الذاتية (رحلتي) حيث تق...

عندما تخطف الدولة مواطنيها!

صورة
لأُمبرتو إيكو مفهوم يُسميه "الخطف" أو "الأسر" ... ولتوضيح هذا المفهوم يضرب إيكو مثالاً بالحكومات الشيوعية أو الدينية، فهي تغوي الجميع بالقول: "أنت حر بالكامل، تستطيع أن تقول ما تريد" لكن إن شاركت في نقاشاتهم لابد أن تجد مناخ "الخطف" أو "الأسر" بإرغامك وإكراهك "أنت هنا، إذاً انت معنا"   في العراق رغم مناخ الحرية الملتبس الذي نعيشه، فأنت مخطوف ومأسور ، ومؤسسات الدولة وأفرادها منذورين دائماً للأسر لصالح الحكومة بشكلها القومي، البعثي سابقاً، وبشكلها الديني حالياً. ومن أهم المؤسسات المأسورة والمخطوفة لصالح الحكومة هي المؤسسة العسكرية بأصنافها المتعددة.   قبل أيام تواجدت في بغداد، لتأدية واجب الدائرة التي أعمل بها لزيارة الأمام الكاظم، شكى لي أحد أفراد الشرطة المُنظِمين للسير تجاوز أصحاب السيارات وعدم احترامهم للشرطة والزوار أثناء عبورهم الشارع، وكانت عبارة الشرطي "محد يحترم من السواق، وخطية هذول الزوار جايين من مناطق بعيدة، قابل أهل بغداد هم" النسق المضمر لكلام الشرطي وإيحاءاته، هو لوم ومذمة لأهل بغداد، لأنهم لا يش...

الحدائق، متطلب عقلاني

صورة
تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة، ظاهرة   تعاني منها كل بلدان العالم تقريباً. لكن الفارق بينها، تلك البلدان المحترمة والتي تحسب ألف حاسب لراحة المواطن، بتوفير بيئة خارجية تغطيها المساحات الخضراء، والمسطحات المائية، فضلاً عن العمارة الملائمة لهذه البيئة والتي بدورها تساعد أيضاً في خفض درجات الحرارة ونشر الظلال. بنظرة فاحصة لبيئة البصرة الخارجية المشتعلة، سوف تشاهد: ١- مشاريع عمرانية، عبارة عن صبات كونكريتية ذات تصاميم بائسة مغلفة بالكوبوند، مما يجعل حرارة الشمش (الحارقة) المنعكسة مضاعفة. ٢- شوارع جَرْداء يملؤها الأسفلت، والحديد الذي يفوق نفوس سكان المدينة، هذا الحديد عبارة عن إعلانات، وأكشاك، ومحلات، ومواد أولية يستخدمها اصحاب محال (صناعة الأبواب والشبابيك)، ومحال تصليح السيارات المتجاوزين على الشارع ....الخ.   ٣- مسطحات مائية، عبارة عن مصدر لأنبعاث السموم، والغازات، والروائح النتنة. لأنها مصب لمياه المجاري الثقيلة، وجزء من هذه المسطحات (أنهار البصرة) والتي أستغل حملة إعمارها ولعبها صح، وزير النفط، وكرف بيها أصوات الناس في الانتخابات. لو أردنا معرفة من المسؤول الأول عن ح...