الحدائق، متطلب عقلاني

تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة، ظاهرة  تعاني منها كل بلدان العالم تقريباً. لكن الفارق بينها، تلك البلدان المحترمة والتي تحسب ألف حاسب لراحة المواطن، بتوفير بيئة خارجية تغطيها المساحات الخضراء، والمسطحات المائية، فضلاً عن العمارة الملائمة لهذه البيئة والتي بدورها تساعد أيضاً في خفض درجات الحرارة ونشر الظلال.

بنظرة فاحصة لبيئة البصرة الخارجية المشتعلة، سوف تشاهد:
١- مشاريع عمرانية، عبارة عن صبات كونكريتية ذات تصاميم بائسة مغلفة بالكوبوند، مما يجعل حرارة الشمش (الحارقة) المنعكسة مضاعفة.
٢- شوارع جَرْداء يملؤها الأسفلت، والحديد الذي يفوق نفوس سكان المدينة، هذا الحديد عبارة عن إعلانات، وأكشاك، ومحلات، ومواد أولية يستخدمها اصحاب محال (صناعة الأبواب والشبابيك)، ومحال تصليح السيارات المتجاوزين على الشارع ....الخ. 
٣- مسطحات مائية، عبارة عن مصدر لأنبعاث السموم، والغازات، والروائح النتنة. لأنها مصب لمياه المجاري الثقيلة، وجزء من هذه المسطحات (أنهار البصرة) والتي أستغل حملة إعمارها ولعبها صح، وزير النفط، وكرف بيها أصوات الناس في الانتخابات.

لو أردنا معرفة من المسؤول الأول عن حماية هذه البيئة والاهتمام بها؟
الجواب، هي مسؤولية ومهام البلدية، وبما إن بلدية البصرة عبارة عن مؤسسة حكومية دورها موجود على الورق فقط، وموظفيها عبارة عن أشباح، أهديهم هذا الكتاب عسى أن يظهروا كحقيقة، ونلمس وجودهم في الواقع، ويحرك فيهم الغيرة والشعور بالمسؤولية.

الكتاب بحث مبسط عن الحدائق وتاريخ نشوءها وتطورها، وأهميتها وتأثيرها في درجة حرارة المناخ، عن طريق مسطحات خضراء، ومائية، بإمكانها على الأقل خلق جو مناسب، ليتمكن الفرد من أداء واجباته ومتطلباته الحياتية بأقل الأضرار. لكن الكاتبة تخلي شرط العقلانية كشرط أساس لخلق وصنع هكذا بيئة، حيث تقول "عملية تخطيط وتوظيف الحدائق في النسيج العمراني عملية هامة وعقلانية ومتطلب مدني وإنساني"
وفي ظل سطوة أحزاب الخرافة والأساطير، لا يمكن لأي شيء عقلاني او إنساني أن يتحقق!

ملاحظة: الكتاب من غير المقدمة يفقد الكثير من معناه، وبرأيي هي أفضل مقدمة قرأتها إلى الآن، وأجدها مناسبة لواقع بلديتنا بالخصوص.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ضرورة استحضار التاريخ

أدب الصيف 2

أدب الصيف 1