عام مع بائع الكتب

هل تغيرت الصداقة ؟
اذا كان للصداقة مفهوم، فبتصوري هذا المفهوم قد تغير وتطور مع تطور الزمن. وأما طريقة اختيار الأصدقاء فقد تغيرت هي أيضاً، فلم تعد تلك الصداقة مقتصرة على رفقاء الواقع من أبناء الجيران وأيام الصبا واللعب في الشارع وكذلك رفقاء الدراسة والعمل. فعصر ما بعد الحداثة وفي عوالمه الأفتراضية التواصلية ( فيس بوك، وتويتر ....الخ ) قد أتاح لنا فرصة التعرف على أشخاص من أقصى أصقاع الأرض. وربما هي فرصة يوفرها لنا هذا العالم الأفتراضي للتعرف على أشخاص يمتلكون عادات وأفكار وتوجهات جديدة ومختلفة من خلال ما ينشرون ويكتبون، ولم لا يكونون في المستقبل أصدقاء في الواقع أيضاً!


عوالم افتراضية
منذ دخولي العوالم الأفتراضية، خاصة الفيس بوك وتويتر وأنا احاول أن أنتقي الأصدقاء والمتباعين، لذلك بدأت بمتابعة الكتاب والفنانون وكل من يكتب وينشر في المعرفة والجمال، متمنياً أن تكون صداقتي الأفتراضية بهؤلاء حقيقية يوماً ما .

صداقة أفتراضية لم تتحقق؟
شاءت الصدف وأنا أتصفح موقع الفيس بوك وعن طريق منشورات بعض الاصدقاء وتعليقاتهم أن عثرت على بائع كتب أسمه (فارس الكامل) أو كما يسمي نفسه (فارس المعقدين) نسبة لأسم مكتبته (مكتبة المعقدين)  فأرسلت له طلب صداقة، ولكن للأسف لم يقبل طلبي! وبقي هذا الطلب معلقاً لفترة طويلة جداً.
بعد مدة بادر مجموعة من الاشخاص مشكورين في البصرة لتأسيس شارع ثقافي يُعنى بالأدب والثقافة تحت مسمى شارع الفراهيدي ، بخطوة شبيهة بشارع المتنبي في بغداد، وحينها جاءت الفرصة ثانية لأكون صديقاً لفارس المعقدين؟

فرصة أخرى لنكون أصدقاء
بعد أفتتاح شارع الفراهيدي بدأت بالمواضبة على حضور فعالياته كل جمعة، وعلمت أن فارس الكامل قد أفتتح فرعاً لمكتبة المعقدين فيه، بل كان من المبادرين الأوائل لإنجاح الفكرة، فقلت إنها فرصة اخرى لأكون صديقاً لفارس من خلال شراء الكتب والتواصل المباشر معه. لكن بقي عدم قبول طلب صداقتي في الفيس بوك يُشعرني بالأسف، وذات جمعة من الجمع فكرت أن أطلب منه مباشرة قبول طلب صداقتي، لكن الخجل وإيماني بحرية الآخر فيما يحب ويختار قد منعني عن ذلك. وبقيت أنتظر الوقت الذي سيقبل فارس فيه طلبي؟

رسالة فارس الكامل الى صفاء الضاحي احد المؤسسين لشارع الفراهيدي

                        


وأخيراً قبل فارس الطلب؟!
في يوم ما وكعادتي أستقيظ فجراً وهو الوقت الذي تغط فيه العائلة في النوم، فأستثمر هذا الوقت للقراءة أو مشاهدة التيلفزيون، فشاهدت برنامجاً على قناة الحرة وكان الضيف فيه هو الكاتب السعودي لإبراهيم البليهي فأعجبت بطرحه وأردت أن أحصل على بعض مؤلفاته، ولا أعرف كيف خطر لي أن أرسل رسالة إلى فارس مستفسراً منه أن كان بالإمكان الحصول على مؤلفات البليهي في مكتبته؟
وجاء الرد كما في الصورة ادناه، لكن قبل ذلك قبل فارس صداقتي، وفي لحظتها قلت في نفسي فرحاً وأخيراً قبل فارس الطلب.

                        


عام مع بائع الكتب
بعد ما كنت أتمنى أن يقبل فارس طلب الصداقة الأفتراضية، ها هو الفيس البوك يذكرني بمرور عام على ذلك اليوم!!

                    



عاماً كان حافلاً بالتحولات والأنعتاقات على المستوى الفكري والذهني، والفضل الأكبر  كان للكتب التي أشتريتها من مكتبة المعقدين أو كما احب تسميتها (مكتبتنا) 


هل حقا أصبحنا أنا وفارس أصدقاء؟
صحيح أن صداقتي مع فارس ليست وطيدة بالمعنى الحقيقي للصداقة، فهي صداقة مقتصرة على السلام والترحيب وشراء الكتب. لكني سأكتفي بما كتبه الكاتب لؤي حمزة عباس عن فارس لأعلن نفسي صديقا له حيث قال :
"لستَ بحاجة لعقود من الصداقة لتعلن عن الصلة التي تربطك بفارس الكامل ...."

فكل عام وأنا وفارس أصدقاء تجمعنا المعرفة والكتب تحت خيمة (مكتبة المعقدين)

                      


تعليقات

  1. كل ما اقرة أكول: وين جنت قبل (:
    عاشت ايدك

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا رنين سعيد بمتابعتك
      ما كنت اعرف بهذا البرنامج وعرفته عن طريق بلال وعلمني عليه

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ضرورة استحضار التاريخ

أدب الصيف 2

أدب الصيف 1